برنامج «الضيف» برنامج بسيط يعتمد على محاورة الشخصيات الهامة فى مختلف
المجالات، ولكنه رغم بساطته وفكرته التقليدية إلا أنه صنع من الإعلامى
أسامة منير نجما فى رمضان، لأنه اعتمد على احترام ضيفه دون مجاملات، وعلى
الصراحة دون تجريح، ليضيف نجاحا جديدا إلى نجاحه فى برنامج أنا والنجوم
وهواك، الذى كان بطاقة التعارف بينه وبين الجمهور قبل 6 سنوات، ولكن فى
هذه الفترة امتلأ مشواره الإعلامى بالكثير من الأحداث، ولم يأت النجاح
الذى حققه على طبق من ذهب، فخلفه مشوار من الفشل والسقطات..
«اليوم السابع» يقتحم حياة أسامة منير، ويكشف أسرارا يتحدث عنها لأول مرة.
فى بداية حياتك فكرت أن تهاجر إلى أستراليا مثل الكثير من الشباب، لماذا؟
كنت بعدت عن المزيكا التى عشقتها فى ثانوى، وكنت أعانى من خبرات فشل عديدة
فى عديد من الأعمال التى شغلتها، مثل موظف طيران فى الهولندية، ثم فى شركة
شحن، وبعدها أقمت شركة وأنا فى الكلية وخسرت، وعندما تخرجت هاجرت إلى
أستراليا مباشرة، وفكرت مثل باقى الشباب فى حياة جديدة وليس العمل فحسب،
ولم أكن مقتنعا أنى من الممكن أن أبدأ من مصر، فقررت الهجرة.
ولماذا عدت؟
تدبير من عند ربنا، دعانى أبى لحضور فرح أختى وعندما حضرت اكتشفت أنه تم
تأجيله لستة أشهر، ولم يكن يجوز أن أسافر وأعود فى ستة أشهر، فقررت أن أظل
فى مصر حتى تتزوج أختى والتحقت بعمل مؤقت فى مركز البحوث الأمريكى.
ولماذا لم تعد بعد ذلك؟
فكرت فى العودة بالفعل، ولكن أبى كان قد مرض فى أمريكا وبعد عودته طلب منى أن استمر فى مصر لأنه يحتاج إلى، فاستمررت فى مصر.
وكيف فكرت فى الاتجاه للغناء؟
بعدها قررت أن اقتحم مجال الغناء، فدرست موسيقى شرقى «صولفيج وعود» مع
يوسف كالليان، وهو بالمناسبة مدرس عمار الشريعى، وبعدها سجلت أولى أغنياتى
«بحبك ماتقوليش بعدين» ألحان محمد ضياء وكلمات عماد حسن، وصورت الكليب،
واتعرض وقتها على الـ« إيه آر تى» لأنه لم يكن هناك فضائية غيرها وقتها،
ومن ثلاث سنوات أخذ راغب علامة الأغنية، وضمها فى ألبومه الذى أصدره وقتها.
وما حكاية امتحان التليفزيون الذى رسبت فيه؟
أعلن قطاع الإنتاج بالتليفزيون عن مهرجان للأصوات الجديدة شارك فيه 2000
متسابق نجح منهم 18 كنت منهم وكان معايا الملحن شريف تاج، واللجنة كانت
بعضوية سامى نصير وملك إسماعيل والموجى الصغير، ووعدونا وقالوا أنتم أبناء
التليفزيون، بعدها طلبوا عرضنا على لجنة أخرى كان من بين محكميها محمد
سلطان وعبد العظيم محمد، وعندما تقدمت للاختبار الثانى سألنى الموسيقار
عبد العظيم محمد عن اسمى قلت أسامة منير، سألنى عن اسم جدى قلت جريس ،فقال
لى «هتسمعنا إيه يا عم جريس» بعدها بأقل من دقيقة قال لى "إنت ماتنفعش
تبقى مطرب"، سألته أن أعيد الاختبار قال لى «مالوش لازمة».
بماذا شعرت وقتها؟
شعرت بظلم شديد ولم أكن أعرف سبب الرفض لأنى كنت ناجحا، وفى الحقيقة لم
أرسب وحدى بل رسبنا جميعا، واختاروا واحدا فقط من أجل المصداقية، وعلى ما
يبدو كان هدفهم جمع الرسوم فقط.
ولكنك كتبت قصيدة وقتها قلت فيها «إن كنت جريس ولا خميس من حقى أركب الأتوبيس» والمعنى فى بطن الشاعر..
صحيح أنا وقتها شعرت بهذا الشعور، ولكنه كان مرتبطا بموقفى الفردى الناتج
عن تصرف فردى من الظلم تعميمه، وطبعا من العيب على موسيقار كبير مثل عبد
العظيم محمد أفترض فيه أنه وطنى أن يقول شيئا كهذا، ولكن أصحابى كلهم
مسلمون ورسبوا وأرفض التفكير بهذه الطريقة السلبية.
ماذا فعلت بعد ذلك؟
كان لدى إصرار شديد أن أكون مطربا فبدأت الغناء فى "فنادق 5 نجوم"حتى ذاع
صيتى وحققت نجاحا ساحقا فيها، حتى أن مدير الصالة طلب منى زيادة مدة
الفقرات التى أقدمها وزيادة حجم وعدد فرقتى الموسيقية، ورغم كل هذا لم أكن
سعيدا فكنت مشمئزا من هذا العمل ومكانه.
وما حكايتك مع الفتاة الخليجية التى رغبت فى أن تقيم معك علاقة؟
مندهشا: «يخرب عقلك عرفت منين؟».. هى دى بيت القصيد، اكتشفت أن كل الإعجاب
الذى أعرب عنه صاحب «النايت» كان بسبب فتاة خليجية، زبونة دائمة فى
«النايت» وكانت تراوغنى تدريجيا، فمرة تطلب من أحد مضيفى الصالة أن أغنى
خليجى، وأخرى تطلب أن أغنى لها وحدها، وفى مرة فوجئت بمدير النايت يهنئنى
بشدة على نجاحى وأبلغنى برفع أجرى وزيادة مساحة فقراتى، وطلب منى زيادة
عدد فرقتى ، وأخيرا قال لى إن كل هذا بفضل تلك الفتاة الخليجية... ثم قال
لى "مش هتشكرها"، قلت له "مش فاهم"، قال "الهانم تدعوك لمدة أسبوعين عندها
فى بلدها مقابل مبلغ خرافى"، ففهمت ورفضت بشدة، وقال لى "كل النجوم يعملوا
كده" فرديت "أنا غيرهم، أنا مش هعيش على قفا واحدة خليجية" فطردونى من
«النايت».
وماذا فعلت بعدها؟
حاولت العمل فى مكان آخر وبالفعل نجحت وعملت بأجر أعلى ولكنى مللت من هذا الجو غير الصحى بالنسبة لى.
وكيف دخلت مجال الإعلانات؟
بالصدفة وأنا أسجل إحدى أغنياتى كان هناك مخرج إعلانات، فسمع صوتى وعرض
على فكرة تسجيل الإعلانات وبالفعل سجلت إعلان لمعجون حلاقة، وكان أول
إعلان بصوتى، أعجبت بالعمل الجديد وقررت أتفرغ له وأترك الغناء نهائيا.
وكيف ذهبت إلى نجوم إف إم؟
دخلت نجوم إف إم بعد أن أبلغنى يحيى منير المنتج الفنى للإذاعة بإنشاء
إذاعة خاصة، وعرض على أن أكون مذيعا فيها، وكان معى طارق أبو السعود،
فاعترضت فى البداية وقلت لهم مفيش راديو قطاع خاص، هذا ضد الدستور، فدعانى
أحمد فهمى، وهو مدير ومؤسس الراديو وقابلته مع ريمون جاسبار وعمرو أديب،
وبدأت أتعرف على المشروع وأفتخر أنى أول صوت خرج على نجوم إف إم، وأول
عبارة سجلتها هى 100.6.
لماذا اخترت أن تقدم برنامجا عن الحب؟
لم تكن فكرتى، إنما فى البداية عمرو أديب عرض على أن أقدم برنامجا يذاع
عصرا، ولكنى اعتذرت بسبب عملى فى الإعلانات، فاقترح على ريمون جاسبار عمل
برنامج «لاف زون» ولم أكن أعرف معنى المصطلح، فوضح لى أنه برنامج عن
المشاعر والحب والخيانة يذاع منتصف الليل، ووافقت على الفكرة لأن الوقت
كان مناسبا لى.
كيف وصل البرنامج إلى هذا النجاح طالما لم يكن مقصودا؟
بالصدفة، فأنا لم أكن أتوقع تفاعل الشباب من المستمعين إلى هذا الحد، ولكن
عندما وصل البرنامج إلى هذا المستوى كنت حريصا على أن أركز فيما أقوله
للشباب لأنه ستتوقف عليه حياة المستمع.
ولكن البعض اتهمك أنك تهاود الشباب حسب أهوائهم لكى تكسب شعبيتهم؟
لا يمكن أن أفعل ذلك لأنى عارف إن ربنا موجود وشايف، أنا لست نبيا ولا
واعظا، ولكن لكل إنسان طريقة وأسلوب، والمعارضة المباشرة للشباب ممكن
تبعدهم عنا وهذا سبب الفجوة بين الشباب وآبائهم، ولكن أظن سبب النجاح هو
الحوار الهادئ وأنى أقدم النصائح دون إكراه أو تجريح.
صنعت نجوميتك فى الإذاعة فلماذا غامرت بالاتجاه للتليفزيون؟
كانت لدى رغبة أن اجتاز تجربة التقديم التليفزيونى، فعرض على محمود بركة
منذ ثلاث سنوات أن أقدم فقرة فى البيت بيتك، فرفضت فى البداية ولكنى أعجبت
بالفكرة خصوصا أنه برنامج كبير وله جماهيرية ساحقة.
البعض قال إنها تجربة غير موفقة لم تضف إليك بل أضرتك؟
تجربة البيت بيتك تعلمت منها كثيرا، وأكن فيها كل الاحترام والتقدير لمنتج
البرنامج محمود بركة ، ورئيس تحريره محمد هانى و لست نادما عليها،المشكلة
أنه تم تقديمى بشكل خاطئ فى البيت بيتك، كانوا يريدون استغلال اسم أسامة
منير وخلاص كاسم حقق نجاحا، من خلال فقرة عن الشباب بعدها كنت أقدم حلقة
الاثنين، وكانت تسجل أعلى إعلانات، فكانت تسجل نحو 16 إعلانا وهو رقم
كبير، ولكن لاحظت عدم اهتمام من البرنامج وكانوا يجعلوننى أقدم الفقرات
التافهة مثل الأراجوز ورجل راسم العالم على قفاه، فقررت الاعتذار واعتذرت
للجمهور على الهواء مباشرة فى آخر حلقاتى مع البرنامج.
إذن لماذا التحقت ببرنامج «كل ليلة» وهو برنامج فاشل بشهادة جميع القائمين عليه.. وجميع العاملين به رحلوا؟
البرنامج يساهم فى نجاحه عناصر عديدة من إعداد وإنتاج وديكور، ولكن المذيع
عنصر هام و"لازم نبذل مجهود علشان البرنامج يكبر"، وقياس النجاح يأتى
بالإعلان، وكانت هناك أزمة فى إعلانات البرنامج وأنا أعطيت فرصة للبرنامج
إلى ما بعد رمضان إذا لم ينضبط الإيقاع أظن أنه سيكون لى موقف.
المذيع فى الإذاعة يكوّن صورة معينة فى خيال المستمع وظهورك على التليفزيون يضر بهذا الخيال؟
أوافق جدا ولكن هذا يظهر فى «نجوم إف إم» من خلال عدد المستمعين ومن خلال
عدد الرسائل الذى لم يتأثر وهذا دليل على استمرار جمهور الراديو، أما
التليفزيون فهو تحد جديد اخترت أن اجتازه.
لماذا قررت أن تقدم برنامج «الضيف» فى رمضان الماضى؟
فكرت فى تقديم برنامج حوارى متنوع وشكله جديد عن شخص معين نقتحم مع
المستمع حياته العملية والشخصية بشكل شيق، وفى نفس الوقت برنامج يليق
بالشهر الكريم، شهر الصلاة والصوم وفيه مناسك معينة فلا يجوز أن نقدم
برنامجا عن الرقص مثلا، والبرنامج فكرة المحطة وأشرف على تنفيذها وتجهيز
مضمونها رئيس تحريره وائل لطفى وإخراج محمد فاروق.
ولكن طبيعة البرنامج الدسمة لم تكن مناسبة لطبيعة إذاعة إف إم الخفيفة؟
صحيح هو أول برنامج من نوعه على الإذاعة، ولكنه حقق معدل استماع كبيرا،
"لأن الشباب الروش اللى بنفتكر إنهم مغيبين عارفين كل حاجة وبيناقشوا كل
حاجة بس بطريقتهم وحجم الرسائل اللى جات للبرنامج يؤكد ذلك".
ما أول شىء فكرت فيه عند التحضير لبرنامج «الضيف»؟
أول حاجة قررت إنى ماخافش وأقول كلمة حق حتى لو اتحسبت على، وأناقش ضيفى
بمنتهى الاحترام، لأنى عكس التوك شو الذى نرى فيه المذيع يعتمد على تجريح
الضيف وعدم احترامه واتهامه، وأنا معرفش اعمل ده.
لكنك أيضا لا تستضيف الشخص كنوع من التدليل؟
لا أدلل ولا أجرح أنا أعرف جيدا أن أوازن بين الأمرين.
ما أكثر الحوارات التى تركت علامة لديك؟
حوار الإعلامى عماد الدين أديب، تعلمت منه الكثير كأننى أدرس سنتين، وكذلك
حوار إبراهيم المعلم، وخيرى رمضان كان حوارا ساخنا، ومصطفى بكرى كان من
أمتع الحوارات على المستوى الإنسانى، وإيناس جوهر، ونجوى إبراهيم وسناء
منصور.
البعض يتهمك أنك مذيع بالصدفة؟
فعلا أنا مذيع بالصدفة لأنى أنا مش خريج إعلام ولم يكن هدفى أن أكون مذيعا
ولم أحاول، بالصدفة طلبونى أعمل إعلانات وبالصدفة بقيت مذيع وهو ترتيب من
ربنا.
أما فيما يتعلق بى كمذيع تليفزيونى فهو ليست صدفة، هما اللى طلبونى،
واتعرض على برامج كتيرة عن الحب لكن رفضت لأنى عاوز أظهر بشكل جديد.
لو رجع بنا الزمن وخيرت بين أن تكون مذيعا تليفزيونيا وإذاعيا أيهما تختار؟
اختيار صعب أرفض أن أكون أمامه، ولو طلب منى أن أكون حصريا فى إذاعة أو
تليفزيون سأرفض، والمفاجأة أنى لم أوقع أى عقد مع أى جهة حتى الآن.
ما الدرس الذى تعلمته من عملك كمذيع؟
إنها شغلانة مالهاش أمان وكما صعدت أنا سيصعد آخرون فوقى لذلك لا أتخيل فى لحظة أنى نجم لأن هذا بداية السقوط.
من الشخصية التى تتمنى أن تحاورها؟
الرئيس مبارك، وأتمنى أن أحاوره إنسانيا كيف يعيش حياته ويستمتع، وكيف
يبذل كل هذا المجهود، وإذا كان النجم عنده مساحة قليلة من الحرية، فماذا
عن الرئيس؟ مين بيحزنك؟ ومين بيفرحك؟ حياته الأسرية؟ الفن؟ ترتيب اليوم؟
متى تشعر بالملل من الشغل؟
لماذا تصر على أن تكون مذيعا شاملا طالما أنت ناجح فى تخصص معين؟
لأن الناس محتاجة إلى مذيع شامل يناقش رغيف العيش وقضايا المرأة والشباب
والسياسة وكل شىء، وأنجح مذيعى العالم لارى كينج يناقش كل حاجة، ولن أنسى
حلقة قدمتها فى البيت بيتك خاطبت فيها الرئيس مبارك لتوسيع محور 26 يوليو
وكلمنى محافظ الجيزة وقتها فى الحلقة وحصلت استجابة سريعة بتطوير المحور
ووقتها شعرت أنى عملت حاجة.
لماذا أطلقت إذاعة «محطة مصر»؟
تجربة جديدة أردت أن أخوضها، أن أقدم إذاعة على الإنترنت أخاطب بها شريحة من الجمهور.
ولكن هذا يتعارض مع وجودك فى نجوم إف إم كإذاعة منافسة لها؟
لا يوجد أى نوع من التنافس، نجوم إف إم لها من 15 إلى 20 مليون مستمع فى
اليوم، وأما فى محطة مصر فهناك 6000 مستمع، نجوم إف إم محلية أما محطة مصر
فهى إذاعة عالمية.
إذا لم تحقق هذا النجاح هل كنت ستفكر فى الهجرة مرة أخرى؟
الهجرة مش كويسة دلوقتي، البلد حالتها وحشة، إنما العالم حالته أوحش، أنت
هنا عندك إمكانيات أكتر تعمل حاجة، لأنك صاحب البلد، علاقات، أصحاب،
معارف، بره هتتعامل معاملة وحشة واحتمالات عدم النجاح أصبحت أكثر.
الإثنين أكتوبر 26, 2009 8:21 am من طرف محمد شوقى2